سقط القناع
بعد عدة أيام من ثورة الشعب المصري المجيدة وبعد صبر الجماهير المصرية
وجلدها ، والتي أزاحت القناع عن عدة وجوه كانت تختبئ خلف الأقنعة وسننزع
الأقنعة التالية قناعا تلو الآخر لنرى الوجوه دون رتوش
*القناع الأول : ننزعه عن طواغيت الحزب الوطني واعلم أنه ليس من الموضوعية
كتابة الرأي الشخصي ، ولكن هذا ليس هذا رأي شخصي ولكن هو توصيف لما حدث ،
فبعد كل تلك الهالات التي كان يضفيها الحزب على النظام الحاكم والصورة
الملائكية التي كان الحزب يصف بها الرئيس مبارك وحكمه ، لم نلحظ ولو تنويه
منهم عن مساندته لنظام الرئيس ولم يظهر أحد مسئوليهم للمساندة سوى بعد
ظهور الرئيس مبارك مرتين للتأكيد على استمراره في الحكم وهذا لعمري قمة
الوفاء الذي تعودناه دوما من الحزب الوطني .
القناع الثاني :نزيحه عن رجال الشرطة البواسل والذين تبخروا بفعل شموس
الانتفاضة أ، بفعل الخيانة أو ربما بفعل ما لا أعرفه من خبايا النظام
وأصحاب السيادة لكنني لن أعلق على الحدث ولن أحاول تفسيره كي لا افتقد
الموضوعية ، ولكن ما يعرفه الجميع ولا يحتاج الكثير من الفطنة (أن الرجال
وقت الشدائد ) وقد أثبت رجال الشرطة معدنهم وقت الشدة.
القناع الثالث :ونزيح هذا القناع عن رجال الإعلام المصري البواسل ، وهنا
ظهر معدنهم بل وتلألأ للجميع ، زيف ونفاق وتدليس للحقائق وغيره الكثير
والكثير من الصفات التي تثبت رقيهم ، ودعوني أثبت هنا أن لكل حكم دلائل
وشواهد حتى لا افتقد موضوعيتي مثلهم
1/ عندما تتجاهل نبض الشارع الممتلئ عن بكرة أبيه بما يزيد عن العشر
ملايين مواطن خرجوا بأسرهم ليعبروا عن مطالبهم المشروعة في الحرية ، ثم
تذيع أعدادا مغلوطة عنهم .
2/ ليت الأمر اقتصر على ذلك،بل والتقطت عدساتهم من زوايا معينة صورا لعدد
من زبانية الحزب الوطني ومظاهراتهم التي خرجت بعد حساباتهم الخاصة ، العدد
في هذه المظاهرات وفقا لما نقلته أجهزة الإعلام الأخرى ووفقا لما جاء في
كلمات شهود العيان، لم يتجاوز الألفين ومع ذلك جاء في تصريحات الإعلاميين
المصريين ( الآلاف ) واترك هنا للقراء وصف الوجه الذي ظهر من تحت القناع .
وهناك الكثير والكثير من الأقنعة التي سقطت وسأفصل عنها يوما ما وادع المجال هنا للحديث عن القناع الأخير
القناع الأخير :وهو القناع الزائف الذي طالما أقنعتنا به وسائل الإعلام
وحاول الجميع خداعنا به ( ألا وهو قناع الجبن الذي انطبع علي الشعب المصري
وانه لن تقوم له قومه مرة أخرى ) وهنا سقط القناع بل لنقل أُزيح الستار عن
المارد ليقم جامحا ثائرا ، بل وقيامه أسقط القناع عن أساطير زائفة منها ،
الوجه الأسود لأسطورة الأمن المركزي التي حسبها النظام لبضع سنوات هي
الصخرة التي تتحطم عليها سفن الثورة ، لكن والحمد لله لم تثبت الصخرة أمام
صمود بركان ملتهب من إرادة الشعب المصري .
ومن الأقنعة التي أسقطها المارد :قناع السلبية التي أتهم بها طيلة عقوده
الأخيرة ، فوجدنا اليد التي قامت لتنتزع حريتها بمنتهى الإيجابية ،هي التي
قامت لتمسك بالعصي لتدافع عن منازلها وأهليها ومقدرات مصر بمنتهى القوة ،
بل وهى اليد التي قامت لتعوض غياب أيدي أخرى غابت في تلك الأيام ، مثل
شركات النظافة ،ورجال المرور وغيرهم .
مبارك للشعب المصري ثورته المجيدة التي ستحفر بماء الذهب ، وحتى لو لم
يرحل الرئيس مبارك فأن مصر عرفت طريقها ببصيرة نافذة ، ومهما حدث بعد ذلك
فأن مصر قبل الخامس والعشرين من يناير غير تلك التي ولدت من جديد في
الخامس والعشرين من يناير فبورك بوليد الحرية ومبارك للجميع .
المساهمات
موضوع: سقط القناع 
